بدمعي " لا " بقلمي

هنا ينحدر دمعي مدرارا لينسكب كمدا حارقا لما نشهده من تفلت

من أبناء الإسلام لعرى الإسلام ولما نعيشه من تهاون مريع من شباب الأمة

بل هو انسلاخ مشين من منهج الدين

شباب تتأمل الأمة فيهم إقامة شموخها وبناء حاضرها

ورفع مكانتها لتستقر حيث كان مستقرها

وتعاود علو مجدها على هام القمم كما كان سابق عهدها

حيث حمل في سالف الزمان شباب استكملت فيهم الرجولة

في حداثة سنهم على عاتقهم النهوض بالأمة ورفعة شأنها

وصعدوا بها على هاماتهم الشامخة لتستقر في قمة المجد

التي تتطلع إليه كل أمة فخلدوا مآثرهم وخلدوا ذكراهم في صفحات التاريخ الأولى

واليومم ونحن نتخبط في ضجيج الحضارة وبريق الإثارة ووهج الحقارة

نرى شباب أمتنا منغمسون في وحل الشهوات

منخرطون في عالم الموضات

وخروا على أنوفهم في مزلق الصيحات

فخارت عزائمهم وتقاعص طموحهم وانهارت محامدهم

فنرى شبابا في مظهر النساء في مشيتهم وتكسراتهم وملبسهم

وأسلوب كلامهم , استحبوا النعومة وفضلوها على الرجولة

فاستحقرتنا الشعوب وأذلتنا الخطوب وجثونا على الركب

ذلا وانكسارا , فتكأكأت علينا الأمم وتداعت لتنال منا

فأنخنا لهم الأعناق وطأطأنا الرؤوس فسلطوا علينا السيوف

فما استطعنا أن نقف على الأقدام ولا أن نرفع الهامات

فأغمضنا العيون وأبكتنا الهموم وتجرعنا من الذل السموم

تنسكب الدموع حرقة عندما تشاهد شبابا في الطرقات

يمرحون أوقات الصلوات ولا يجيبون داعي الله ( حي على الصلاة )

نجدهم في تلك الأوقات متحمسون للجدال والمراهنات على تفاهات

غير مكترثين بإقامة الصلاة وإدراك الجماعة والسباق على الصف الأول في المساجد

بل نجدهم يتسابقون على أمور الدنيا الفانية ويتقاعصون عن سباق ينفعهم في أخراهم

فهل استزلهم الشيطان إلى حد نسيان اليوم الآخر والموت والبعث والنشور

إنه لخطب جلل وفتنة مهلكة , أم أنهم سوفوا إلى أمد بعيد أم ماذا يدور في فكرهم ؟؟

تنسكب الدموع ألما مضنيا حين يمجد شبابنا ممن يسخرونا منا

وحين يقتدون بسفالة الرجال من مشاهير الفن الذين تغلغلوا في الإنحلال

ذلك الفن السخيف الذي تروج له القنوات الفضائية المنحطة

فيرون فيهم مثلا أعلى فبئس مثلا امتثلوا به

ونراهم يقتدون بمشاهير الرياضة ( الأجانب ) الذين كثيرا منهم ينقصهم العلم والثقافة

حتى أنهم باتوا سلعا يتداولها أرباب الأموال يبيعون فيهم ويشترون ويزايدون عليهم

كأي قطعة تعرض للبيع والشراء والمساومة فيصبحون مملوكين في أيدي الأغنياء

إنه رق وعبودية في عصر وثوب جديد

فيا شباب الأمة المجيدة أفيقوا من سباتكم العميق

وعودوا إلى رشدكم الرشيد قبل أن يأتي يوم الوعيد

ويحل علينا غضب يسحتنا أجمعين

عودوا إلى منهج النور والصراط المستقيم

نهج سار على هداه خير البشر- صلى الله عليه وسلم - واقتفى أثره أخيار الرجال الصحابة الكرام

فتلك هي القدوة المشرفة والمثل الأعلى الواجب التمثل به

عودوا إلى رشد أجدادكم العظماء الذين قادوا العالم وحكموا المعمورة

وعمروها خير عمارة فخلدهم الناس في قلوبهم ومجدهم الزمان في صفحاته

فكان فخرهم في عزتهم بدينهم

فياشباب الإسلام ارقوا بأنفسكم لترقي أمتكم بكم

انهضوا بأنفسكم ليحيا دينكم

تعززوا بدينكم ولا تبتغوا العزة بغيره

(( نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فمتى ارتضينا العزة بدونه أذلنا الله ))